العرض في الرئيسةفضاء حر

نظام وفكر واسلوب واحد

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

مفارقات عجيبة في بلادنا، الكل يجعل من صالح ونظامه سببا للازمات الراهنة والكل يمارس تفس اسلوبه واجراءاته، يتهمونه بالفساد ويمارسونه جهارا نهارا، يتهمونه بالتفريط بالسيادة ويقدمون بلادهم للخارج بل يجعلونها ميدان رماية مجانا.

و معنى ذلك ان الاطراف السياسية بتعددها ليست الا صور لنظام وفكر واسلوب واحد وهو ما كشفنا عنه مبكرا .. فلا مجال للقول بانشقاق او حماية للثورة بل سباق بين اطراف ومراكز قوى للحصول على اكبر حصة من السلطة والثروة.

و هنا فوجئ هؤلاء بلاعب جديد تصدر المشهد وركلهم جميعا الى خارج السياق لكنه لاعب لايعتمد اجندة وطنية بل جهوية بمرجعيتها المذهبية.

واليوم بعد خمس سنوات من الازمة والفوضى والعبث السياسي لم يرجع هؤلاء جميعا الى جادة الصواب واعمال عقولهم بأن بلادهم دمرت وانهم باقتتالهم يشكلون عدوانا على الشعب وجعلوا بلادهم ميدان صراع للخارج الاقليمي.

لابد ان يستوعب الجميع حقيقية اجتماعية وسياسية وتاريخية انه لا أحد يستطيع الانفراد بحكم اليمن او بناء نظام سياسي جهوي اومذهبي فذلك دونه عقبات كثيرة اقلها تقسيم اليمن واعلاها حروب اهلية طويلة الامد تكون الديموجرافيا حاكما في هذا الامر، ويكون الخارج الاقليمي مقررا وناظما للعبث السياسي.

و اذا كان البعض يعتقد بالحكمة اليمانية – وحتى لو لم تكن مقولة تاريخية – يجب على اليمنيين اختراع الحكمة لأنها وحدها الاسلوب الامثل للخروج من نفق الازمات والاحتراب الاهلي، ونقصد بها اعمال العقل في انقاذ اليمن واعتماد منهج الشراكة لتاسيس دولة وطنية حديثة تقوم على مبداء المواطنة وتعزيز مؤسساتها بمظاهرها والياتها القانونية والمدنية..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى